لا تسألوني من أكون
لهيب أفق شدني قد سطع في السماء..
يقول إني عائدٌ كي أحقن الدماء..
سلوا غبارا زائفا قد مدَّ في أثناء..
في أثناء..
قد مرّ طفلٌ حاملاً لنقاوة السماء..
وأي سماء؟؟
سماء بلدي لبدت قد فارقت نقاء..
قد ودعت أحبابها..قد مزّقت أشلاء..
عودي أماه!!
نداءُ صوتٍ بائسٍ قد مرَّ في أنحاء..
سلوا بياضاً ناصعاً قد لاحَ صوب الماء..
يقول إني عائدٌ كي أحمل الشفاء..
سلوا رحيقاً منعشاً قد عطّر الأجواء..
أحيا رفاتَ أسيرةٍ قد عاشت الأجواء..
فقالت إني عائدة لأجلب العطاء..
سلوا نفوسا لوثت قد طالت البقاء..
من أي شيء لوثت...روحوا اسألوا من شاء..
من شاء لينطق حقاً..فليذكر الأشياء..
نداءُ صمتٍ شدني قد جابَ كل فضاء..
ليحقق الأهداف والسمومَ والعناء..
قد أشعل النيران واللهيب لما جاء..
نيران كرهٍ قاتل قد حرق دون عناء..
قد مزٌّق نفوسنا محولاً أشلاء..
قد مرّغ الأمانيَ بالوحل لما جاء..
فقالت إني ذاهبة لعتمة السماء..
سلوا ضميرا واعدا قد حلّ في نقاء
لا تسألوني من أنا..بل الزموا الإصغاء..
لا تسألوني من أكون..بل الزموا البقاء..
سأنسى أني ضائعٌ في زحمة الأسماء..
سأقول إني عائدٌ بعد غربة الشتاء..
سأقول إني عائدٌ كي أحقن الدماء..